المسيح المبعوث بعلاج أسقام الأمم
- مناسبة احتفالنا في الثالث والعشرين من مارس
- ضرورة بعثة المسيح الموعود في هذا الزمان
- الأصل في مهمة حضرته عليه السلام
- مظاهر غلبته وتأييده في مصارعات البيان
__
تنويه: العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية من غضافة أسرة التقوى
بعد التشهد والتعوذ وقراءة سورة الفاتحة استهل حضرته الخطبة
بعد ثلاثة أيام تطلع شمس «يوم المسيح الموعود» في الثالث والعشرين من آذار/مارس، ففي مثل هذا اليوم أخذ سيدنا المسيح الموعود البيعة، وبذلك وضع أساس الجماعة الإسلامية الأحمدية رسميا. والجماعة تحتفل بهذا اليوم إحياء لذكرى ذلك الحدث المبارك، وبهذه المناسبة تقام البرامج أيضًا وتُلقى الخطب حول دعوى سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام والهدفِ من بعثته. وصحيح أنه ما زالت ثلاثة أيام باقية، لكن لا ينبغي أن ننتظر إلى الجمعة القادمة لذا أود أن أعرض عليكم اليوم بعض المقتبسات حول هذا الموضوع من كلام حضرته بنصها.
قد لا تُعقد الجلسات بهذه المناسبة هذا العام في شتى البلاد والمناطق بسبب الجائحة المتفشية، لذا سوف تُبثّ البرامج المختلفة بهذه المناسبة على القناة إضافة إلى خطبتي، ويجب أن يشاهدها كل أحمدي في البيت مع أولاده.
لقد بُعث سيدنا المسيح الموعود كتابع كامل للمصطفى لمواصلة مهامه ونشْر دينه في أنحاء العالم كله ، فقد قال في موضع عن هذا الموضوع:
وبسبب الفيض الروحاني الذي ناله من النبي فقد أرسله الله لإصلاح العالم، وإقامة مجد الإسلام وشوكته من جديد، وقد قال في موضع باللغة العربية: «وأرسلني ربي لإصلاح الخلق.»
ثم قال موضحا الغاية من بعثته أكثر ومعلنًا أن المسيح الموعود الذي أنبأ به النبيُّ قد ظهر في وقته:
لقد أخبر المسيح الموعود كل قوم وأتباع كل دين- وليس المسلمين فقط- عن ضرورة بعثته، فقال في موضع عن ذلك:
هذا ما قال حضرته في محاضرة سيالكوت التي ألقاها في جمع غفير للمسلمين والهندوس.
ضرورة بعثة المسيح الموعود في هذا الزمان
ثم يقول سيدنا المسيح الموعود مبيِّنا أهمية بعثته:
ثم قال :
قال :
فكلما أوشك الخلق على الهلاك بسبب حدوث المجاعة الشديدة في الدنيا نتيجة إمساك المطر، أنزل الله تعالى المطر. وكلما أوشك مئات الآلاف من الناس على الموت نتيجة أحد الأوبئة، اختُرعت طريقة ما لتنقية الجو أو اكتُشف دواء. وحينما يقع قوم في قبضة ظالم، يُخلق عادلٌ مُغيث في نهاية المطاف. كذلك حين يضل الناس عن سبيل الله تعالى ويتركون التوحيد والصدق، يهب الله تعالى عبدًا من عباده بصيرة كاملة من عنده ويشرِّفه بكلامه وإلهامه ويبعثه لهداية بني آدم ليصلح ما فسد.
الأصل في مهمة حضرته
قال المسيح الموعود في مناسبة: «أما المهمة التي بعثني الله من أجلها؛ فهي أن أزيل الكدر الحاصل في العلاقة بين الله وخَلْقه، وأوثق بينهما صلة المحبة والإخلاص ثانيةً؛ وأن ألغي الحروب الدينية بإظهار الحق وإرساء دعائم الصلح، وأكشف الحقائق الدينية التي اختفت عن أعين الناس، وأقدم نموذجا للروحانية التي صارت مدفونة تحت ظلمات النفوس، وأكشف- بالحال لا بالقال فقط- تلك القوى الربانية التي تسري في الإنسان ثم تتجلى فيه نتيجة إقباله على الله تعالى أو نتيجة التركيز والدعاء. وفوق كل ذلك، أن أغرس في القوم من جديد؛ غرسًا خالدًا للتوحيدِ- الذي قد اختفى الآن- الخالص النقي اللامع الخالي من أية شائبة من شوائب الشرك. ولكن لن يحدث كل ذلك بقوتي أنا، بل بقدرة الله؛ فهو رب السماء والأرض. فمن ناحيةٍ أرى أن الله تعالى قد ربّاني بيده وشرّفني بوحيه وأودع قلبي حماسا لأن أقوم بمثل هذه الإصلاحات، ومن ناحية ثانية أَعَدّ قلوبا لتكون مستعدة لقبول كلامي. وأرى أن هناك انقلابًا عظيمًا يحدث في الدنيا منذ أن بعثني الله تعالى بأمر منه.» (محاضرة لاهور)
ثم بين حضرته أن الله تعالى لإظهار رحمته ولحماية عباده يرسل رسله والمصلحين وعباده الأخيار، فقال:
ثم قال المسيح الموعود في موضع:
ثم قال المسيح الموعود وهو ينصح العالم عامة:
«إن نصيحتنا الأخيرة هي: عليكم أن تهتموا بإيمانكم، مخافة أن تُعَدوا عند الله ذي الجلال من المتمردين بسبب استكباركم وإهمالكم. انظروا كيف أن الله تعالى قد نظر إليكم عندما كنتم بحاجة إلى نظره، فاسعوا لكي تكونوا وارثين للسعادة كلها.
الغلبة في مصارعات البيان، لا مصارعات السنان
لقد نظر الله من السماء فوجد أن الشخص الذي كتب له العز يُداس، وأن الرسول الذي هو أفضل الرسل يُسَبّ ويُعَدّ من الأشرار والكذابين والمفترين، وأن كلامه الذي هو القرآن الكريم يُذكر بكلمات مسيئة ويُقال إنه كلام البشر. فتذكّرَ الله وعده المذكور في قوله تعالى:
فاليوم يوم تحقُّق ذلك العهد. لقد أثبت الله لكم بهجمات قوية وآيات متنوعة أن هذه الجماعة هي جماعة الله تعالى. هل رأت أعينكم من قبل آياتِ الله القطعية اليقينية كما ترونها الآن؟! لقد حارب الله من أجلكم الأممَ الأخرى كالمصارعين وغلبها. ألا إن قضية «آتهم» كانت بمثابة مصارعة. ابحثوا وأخبروا أين آتهم الآن؟ ألا إنه تحت التراب اليوم. لقد أُمهِلَ أيامًا قلائل وفق الشرط المتضمن في الوحي، ثم طبقًا للشرط نفسه أُخِذَ.
والمصارعة الثانية هي قضية ليكرام. فكّروا الآن وانظروا كيف صار الله غالبًا في هذه المصارعة أيضًا. لقد رأيتم بأم أعينكم كيف أن علامات هلاكه قد تحققت كلها تماما كما كانت مذكورة في النبوءة الإلهامية سلفًا. لقد جعلت آيةُ الله القهرية أمةً (الهندوسَ) عرضةً لمآسٍ شديدة. هل رأيتم من قبل آيةَ الله تظهر هكذا بهذا الجلال بين أيديكم وأمام أعينكم؟ فيا ذرية المسلمين لا تسيئوا إلى أفعال الله.
والمصارعة الثالثة هي مؤتمر الأديان المسمَّاة «جلسة مهوتسو». انظروا كيف أن الله تعالى قد جعل الإسلام غالبا في تلك المصارعة أيضًا، وأراكم آيته، وكشف لعبده سلفًا أن محاضرته تكون هي الغالبة، ثم جعلها الله غالبة بالفعل، وألقى الحضورَ كلهم في حيرة شديدة بتأثير هذه المحاضرة. هل كان هذا فعل غير الله أم فعله هو؟
هذا المؤتمر الذي يتحدث عنه المسيح الموعود والذي قُرئ فيه كتابه «فلسفة تعاليم الإسلام»، كان الله تعالى قد أخبره عن نجاح مقاله سلفًا، وكان قد نشر الإعلان عن ذلك، ثم إن الأغيار أيضًا قد اعترفوا على الملأ بأن هذه المحاضرة كانت هي الغالبة يقينا.
ثم يقول المسيح الموعود : والمصارعة الرابعة هي القضية التي رفعها الدكتور كلارك ضدّي، والتي اتفقت فيها الأمم الثلاث، الآريا الهندوس والمسيحيون والمسلمون الذين يعارضونني، على أن يثبتوا صحة تهمة محاولة القتل الموجهة ضدي. وكان الله تعالى قد كشف لي قبل الأوان أن هؤلاء سوف يفشلون في قصدهم، وكنت قد أخبرت قرابة مئتي شخص بهذا الوحي سلفًا، وكان الفتح لنا في النهاية.
والمصارعة الخامسة هي قضية مرزا أحمد بيك الهوشياربوري، الذي كان أعزاؤه وأقاربه يزدرون من الإسلام، وكان بعض المرتدين الشديدين منهم يُكذِّبون القرآن الكريم تكذيبًا شديدًا، وكانوا يطلبون مني آية على صدق الإسلام بإطلاق لسانهم ضد الإسلام بسوء وينشرون الإعلانات. فأعطاهم الله آية بأن قريبهم أحمد بيك سيموت خلال ثلاث سنوات بعد مشاهدة عدد من الوفيات والمصائب، وهذا ما حدث، فمات خلال الميعاد، ذلك لكي يعلموا أن لكل تجاسر عقوبةً.
فقد حذر العالم بألا يحاربوا المبعوث الرباني، فمادام الله تعالى قد أرسله فلا بد أن يؤيده وينصره ويري الآيات أيضًا.
وقال :
فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية المنتشرة في أكثر من 200 دولة في العالم اليوم تعلن أن الله تعالى لم يبرح يظهر صدقه للعالم. ندعو الله تعالى أن يوفقنا للمساهمة في نشر مهمته في العالم، ويزيدنا إيمانًا وإيقانًا، ويوفقنا للقيام بواجباتنا. آمين